في دراسة حول البنية الاجتماعية للفقر في واحدة من أفقر القرى المصرية في محافظة أسيوط تناول الدكتور صقر النور التغيّرات الحاصلة في الريف المصري خلال الـ50 سنة الأخيرة، وذلك من خلال دراسة إحدى قرى محافظة أسيوط التي تمّ تصنيفها في عديد القرى المصريّة الأكثر فقراً.
وقد حاولت تحليل التغيّرات التي حصلت على مستوى الأفراد والأسر والدّولة.
واستخدمت لذلك مدخل التشييد الإجتماعي للفقر، وهو يعني أن الفقر كظاهرة إجتماعية غير منعزل عن العمليات التي يقوم بها الفاعلون الإجتماعيون، من أفراد ومؤسسات، وهو ليس قدراً محتماً لأنه إنتاج إجتماعي ينبغي تفكيكه من خلال نقطتين: الفقر وتصوّرات الناس له، والسياسات التي تُنتج الفقر وطريقة التعاون معه من الأفراد والدولة.
لقد أثّر في بحثي التراث النظري في علم الإجتماع، وقد خرجت بمدخل ميداني خاص بي.
ولأن الأرقام جامدة لا تدخلنا في صلب الحياة اليومية فننسى أنها تمثل بشر بحدّ ذاتهم، إستخدمت المنهج الميداني، فعشت في القرية لستة أشهر، محاولاً أن أعرف المفهوم المحلي للفقر وتصنيف الناس له. وقد اخترت مجموعةً من الأسر لأدرس حالتها في الثلاثين السنة الأخيرة. وخرجت بدراستي بضرورة الفصل بين سياسات التنمية الريفية المتكاملة والسياسات الزراعية. وقد أوضحت الدراسة الفرق الشاسع بين ما تقوم به الدولة ونتائجه غير الإيجابية على الفقراء، وبالتالي الخلل الموجود في سياسة مكافحة الفقر وسياسة التنمية الريفية.