يوم الحراك العالمي لمدينة حسن كيف -- 20.09.2015

في يوم الحراك العالمي في مدينة حسن كيف ومدن أخرى عدّة، تظاهر مئات الأشخاص ضد الدمار المتوقع للمدينة بسبب سد اليسو على نهر دجلة ودعماً لمدينة حسن كيف.

 

 

حسن كيف

 

في يوم الحراك العالمي في مدينة حسن كيف ومدن أخرى عدّة، تظاهر مئات الأشخاص ضد الدمار المتوقع للمدينة بسبب سد اليسو على نهر دجلة ودعماً لمدينة حسن كيف. أكبر التظاهرات حصل في بلدة حسن كيف القديمة التي يعود تاريخها إلى 12،000  سنة والواقعة على نهر دجلة في كردستان التركية اليوم. فقد تجمّع نحو 400 شخص في وسط بلدة حسن كيف التي يتهدّدها  سد اليسو، وأغلقوا التقاطع المركزي. كما جرت تظاهرات أخرى في بغداد واسطنبول وهامبورغ، إضافة إلى مدن أخرى. وكان من بين المشاركين، ناشطون بيئيّون من محافظات مجاورة، إضافة إلى  30 درّاجاً أتوا منذ الصباح من باطمان وأيضاً عشرات الناشطين السياسيين الدوليين. وكان بالإمكان تحقيق إنجاز على مستوى أعلى، لولا إلقاء القبض في اليوم السّابق على 82 شخصاً في باطمان – بمن فيهم مساعدا العمدة.

 

وفي وسط المدينة، تمّ توزيع بيان على الجمهور والعديد من الصّحفيين. وقد سلطت الخطابات الضوء على اعتبار حسن كيف واحدة من أهم الرموز الإقليمية في التراث الثقافي المتنوّع، ونهر دجلة كمصدر للحياة في المنطقة ككل. وقد اعتبر المتضرّرون عمليّة التدمير هذه (وأيضاً من مشاريع السدود والإستثمارات المماثلة) عملاً  يُهدّد الحياة في المنطقة بأسرها وسلاحاً ضد السكان المحليين المتمرّدين، بما في ذلك زيادة القمع السياسي في كردستان وزيادة استياء السكان من الحكومة.

 

وبعد الخطابات، صاح المشاركون "لا للحرب ولا للسّدود". وقاموا بعد ذلك  بمسيرة على الطريق الرئيسي المؤدّي إلى قبر زينل بك حيث حيث تمّ إطلاق طائرات التنين الورقية في ذكرى الأطفال الذين قتلوا في الأسابيع الماضية في عدد من المدن الكردية. ولم يكن بالإمكان إصدار بيان صحفي مباشر من حسن كيف لأن الحكومة عطلت الإتصال بشبكة الإنترنت في المحافظة كلها.

 

 

إسطنبول

في اسطنبول، دعت أربع جماعات بيئية لعقد اجتماع في شارع الإستقلال في منطقة بيوغلو بمناسبة يوم الحراك العالمي في مدينة حسن كيف. وقد شارك 40 ناشطاً من حسن كيف عاملين في اسطنبول تحت شعار "حسن كيف هي ثقافتنا. دجلة طبيعتنا! وسوف ننقذهما معاً!". وكان واضحاً وإيجابيّاً  وجود اهتمام صحافي كبير بهذا الحدث

 

 

بغداد

قبل يومين على ذلك، أي في 18 سبتمبر، نظم نشطاء  في بغداد مظاهرة في ميدان التحرير ضدّ سدّ اليسو. وكانت مجموعة من حملة إنقاذ نهر دجلة وحملة الأهوار العراقية، قد حضّرت للتظاهرات مع عدد قليل من المتظاهرين وعدد أقل من المعدّات مثل الملصقات واليافطات وغيرها. إلا أن ذلك الحدث ألهب الشارع والمدنيين على نطاق واسع. أمّا في الصحافة والإعلام، فلاقى الأمر إهتماماً كبيراً ترجم بتسع مقابلات صحفية وأكثر.

 

في البداية، أرسل الناشطون تحيّات التضامن لبلدة حسن كيف، معبّرين عن التزامهم مناهضة الدمار البيئي والإجتماعي؛ ثمّ  انتقدوا تدابير حكومات المنبع، وخصوصاً تركيا، التي دأبت لسنوات عديدة على قطع مياه نهري دجلة والفرات عن العراق. كذلك فإن سد اليسو سيتسبّب بأسوأ سيناريو للعراق، العراق الذي يُعاني من الجفاف منذ سنوات ، علماً أن الأهوار في الجنوب هي المنطقة الأكثر تضرّراً. وقد طالب النشطاء بوقف إنشاء السّدود كافة إلى أن يحصل توافق متبادل على الإتفاقيات الدولية.

وختم الناشطون الإحتجاج بالقول:"كان انتقاد الحكومة العراقية أقوى من غيره حيث أنّ الحكومة العراقية لم تأخذ موقفاً حازماً من تركيا. على العراق أن يفكر بحاضره رغم الحرب. إن تصرّف الحكومة العراقية لعارٌ لها". 

هامبورغ

إن الناشطين الذين شاركوا في الحملة ضد سد اليسو من سنة 2006-2010، قاموا بتنظيم تحرّك في ميناء هامبورغ. وفي تحرّك تضامني، وضعوا رسائل في زجاجات وأطلقوها إلى بلدة حسن كيف، كما قاموا بالتظاهر في الوقت عينه.  وفي بيانهم أشار  الناشطون إلى مقاومتهم لأكثر من 15 عاماً مشروع اليسو المدمّر، وأعربوا عن أملهم في وقف تنفيذ السد.

 

ولم نتمكن من جمع المعلومات عن التحرّكات في لندن وروما وغيرها من المدن.

 

إن حركة إيكولوجيا بلاد ما بين النهرين والمبادرة للحفاظ على حسن كيف، ستُواصلان نضالهما ضد سد اليسو الذي سوف يُدمّر سبل عيش 80،000 شخص في أكثر من 200 تجمّع، ويقضي على نهر دجلة الفريد ويُغرق حسن كيف، البلدة القديمة الوحيدة من نوعها. إن مشروع السد هذا ليس مقبولاً منا بأي شكل من الأشكال.  



إبحث
معرض الصور
آخر الامقالات
لقد حمّلنا ثلاثة مقالات قديمة حول اليمن و سوريا، م. مندي. اثنان منهما متاحان باللغة العربية والانكليزية. تجدون المقالات تحت فئة "التاريخ الزراعي"، و "حيازة الأرض"، و "المياه والري. "
هدف المؤتمر الدولي السابع للجغرافيا الراديكالية (ICCG 2015) هو توفير مكان جامع لمناقشة هذه وغيرها من الموضوعات التي تدرس الجغرافية النظرية الاجتماعية الأزمات والتطبيق العملي السياسي التدريجي. على الرغم من أهمية القضايا المطروحة، يأمل المنظمون خلق جو من المرح، والتوافق وأجواء ودية تجمع عددًا واسعًا من العلماء والناشطين والفنانين والمنظمين وغيرهم من المهتمين بالتطبيق العملي الاجتماعي والمكاني.
تقدّم ياسمين م. أحمد في مقالة هذه عدداً من القراءات التحليلية الأولية لتحرّك الفلاحين في مصر ضمن السياق الثوري، وتجاوب العديد من الخبراء القانونيين معه.
شارك
@

الفيديو الرئيسي
تحديثات الفايسبوك
تغريدات تويتر