تمكّن المجتمع المحلي لقرية "دمر" التونسية من تنظيم نفسه في "نظام مجتمعي" ضمن له تماسكًا معيّنًا ومهارةً في العيش المشترك الذين غطّيا تقريبًا كلّ جوانب الحياة من قواعد الرعي والحفاظ على الموارد، بما في ذلك إدارة التحالفات، والزواج، والتراث وتسوية النزاعات ... استطاع هذا التماسك المجتمعي، دون كونه مثاليًا أو خالٍ من الظلم أوعدم المساواة، من تأمين ديمومة الحياة واستدامة واضحة، ومنع أي انهيار اجتماعي – حيّزي درامي أو تصحّر قبل أوانه.
دمّر قرية بعيدة، ولكنها غير منعزلة تمامًا عن باقي العالم؛ لكنها تعاني كما بقية العالم من الظواهر والعمليات العالمية، أحيانًا حتى بطريقة أكثر "عنفًا" من المدن الكبيرة. وهذه الظواهر المرتبطة بالحداثة، أكانت تقنية، تكنولوجية، اجتماعية، "ثقافية" أو حتى دينية، غالبًا ما تُختبر في الأماكن المعزولة بطريقة جماعية دراماتيكية، حتى وإن في بعض الحالات قد تفيد هذه الحداثة أولئك الذين تدمّرت وسيلة عيشهم خلال هذه العملية.
يهدف هذا الفيلم الى الحفاظ على التراث الجماعي من خلال نشر الوعي، مع احتمال استخدام المستند، في المستقبل، كمرجع ل"تآكل" النظام الاجتماعي والبيئي. يدفعنا هذا الفيلم الى التفكير في معنى الحداثة، ومزاياها وعواقبها التي قد تكون دراماتيكيةً أحيانًا، وخصوصًا التفكير في عواقب الخطابات المهيمنة ونماذج التنمية.